أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة قد أجرت “اتصالًا مباشرًا” مع جماعة “هيئة تحرير الشام” السورية، وذلك خلال مؤتمر صحفي في العقبة، الأردن، يوم السبت.
قال بلينكن: “لقد كنا على اتصال مع هيئة تحرير الشام ومع أطراف أخرى”، في إشارة إلى المتمردين الذين تمكنوا من طرد الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة في هجوم خاطف في وقت سابق من هذا الشهر.
وأشار بلينكن إلى أن هذه الاتصالات كانت “مباشرة”، ولكنه لم يُفصح عن تفاصيل إضافية. لكنه أكد أن الولايات المتحدة قد شددت على “أهمية مساعدة الجميع الذين تم الاتصال بهم” في العثور على الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، الذي اختفى بالقرب من دمشق قبل 12 عامًا.
تعتبر هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة في السابق بتنظيم القاعدة، جماعة إسلامية تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وهو التصنيف الذي تم فرضه عليها في مايو 2018. وفي السنوات الأخيرة، حاولت الجماعة تبني لهجة أكثر اعتدالًا، ولكنها ما تزال تحت هذا التصنيف من قبل واشنطن.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة وشركاءها اتفقوا على مجموعة من المبادئ المشتركة لدعم سوريا وشعبها في المستقبل، بما في ذلك أن عملية الانتقال السياسي في سوريا يجب أن تكون “مملوكة ومدارة من قبل السوريين”، وأن المواطنين يجب أن يتمكنوا من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وأن البلاد “لا يجب أن تُستخدم كقاعدة للإرهابيين أو غيرهم”.
وقال بلينكن: “نعلم أن ما يحدث داخل سوريا يمكن أن يكون له عواقب قوية تتجاوز حدودها، من التهجير الجماعي إلى الإرهاب.
ونحن نعلم أنه لا يمكننا التقليل من التحديات في هذه اللحظة وفي الأسابيع والأشهر القادمة. رسالتنا إلى الشعب السوري هي: نريدهم أن ينجحوا ونحن مستعدون لمساعدتهم في ذلك.”
في المقابل، سعى قائد “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشارة (المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني)، إلى تهدئة المخاوف بشأن مستقبل سوريا تحت قيادة الهيئة، مؤكدًا في مقابلة أجراها مؤخرًا أن المخاوف من الدول الأخرى “لا مبرر لها”. وأضاف: “الناس مرهقون من الحرب. لذا البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى ولن تدخل فيها.”