حزب الله يواجه تحديات جديدة في إعادة بناء لبنان بسبب الوضع في سوريا

كيف تؤثر سوريا على جهود حزب الله لإعادة بناء لبنان؟

نباتيه، لبنان – في عام 2006، دُمر منزل خليل موسى شُعمر بسبب غارة جوية إسرائيلية خلال آخر حرب إسرائيلية على جنوب لبنان.

وبعد فترة قصيرة من وقف إطلاق النار، جاء أحد وكلاء حزب الله لمعاينة الأضرار. يروي شُعمر (55 عامًا) أن الحزب قدم له مكانًا مؤقتًا للإقامة هو وعائلته، ثم أعاد بناء منزله في نباتيه.

لكن في 23 أكتوبر من هذا العام، دُمر منزل شُعمر مجددًا بسبب غارات جوية إسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل أحد أبنائه وإصابة آخر في غيبوبة.

“لقد نشأ أولادي هنا”، يقول شُعمر وهو يتجنب الأنقاض. ويشير إلى صورة مُمزقة كانت في غرفة ابنه الراحل، ويقول: “لدينا الكثير من الذكريات هنا”.

ومع وقف إطلاق النار في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بدأ حزب الله في تقديم تعويضات للمتضررين في لبنان، ووعَد بإعادة بناء المنازل التي دُمِّرت، مثل منزل شُعمر.

ولكن الآثار الكارثية لهذه الحرب، التي خلفت أكثر من 4000 قتيل وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية وخسائر اقتصادية تقدر بـ8.5 مليار دولار حسب البنك الدولي، قد تعقد جهود إعادة البناء.

ما الذي يَعِد به حزب الله؟ في 5 ديسمبر، قال نائِب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في خطاب عبر الفيديو من مكان مجهول إنه سيتم تقديم تعويضات تصل إلى 14 ألف دولار سنويًا للعائلات المتضررة في بيروت وضواحيها، و12 ألف دولار لبقية المناطق اللبنانية.

وقال إن هذه المبالغ هدية من إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله.

وكان حزب الله قد أرسل رسائل عبر “واتساب” لطلب توثيق الأضرار من مؤيديه ورفع الفواتير إلى جمعية “جهاد البناء” التابعة له، وهي شركة بناء تشرف عليها.

التحديات أمام حزب الله بسبب الأوضاع في سوريا حزب الله يعتمد على طريق إمدادات عبر العراق وسوريا من إيران إلى لبنان، ولكن هذه الإمدادات تعرضت للاضطراب مؤخرًا بسبب الغارات الإسرائيلية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، والصراع المستمر في سوريا، بالإضافة إلى التغيرات السياسية في سوريا بعد تغيير النظام.

قد تكون هذه التحديات عائقًا أمام قدرة حزب الله على الوفاء بوعده بإعادة البناء، خاصة بعد سيطرة الجماعات المعارضة في سوريا على بعض المناطق، مما يعرض خطوط الإمداد للخطر.

دور حزب الله في لبنان رغم الصعوبات، يقول الباحث في شؤون حزب الله، عماد سعد، إن التمويل لا يزال قائمًا من إيران ومن بعض الدول العربية، وسيُستخدم هذا المال في مشاريع إعادة البناء.

بالإضافة إلى ذلك، يزداد دور حزب الله في توفير الخدمات الاجتماعية مثل المستشفيات والمدارس والمساعدات، مما يساعده في كسب تأييد الشعب اللبناني.

ماذا يقول المتضررون؟ شُعمر، الذي دُمِّر منزله للمرة الثانية، لا يزال يثق في أن حزب الله سيساعده في إعادة البناء، رغم أنه يعتقد أن عملية إعادة البناء قد تستغرق وقتًا أطول بسبب حجم الدمار الكبير.

“في عام 2006، جاءوا بسرعة، لكن هذا العام يبدو أننا سننتظر لفترة أطول”، يقول شُعمر. “لأن بلدنا كله دُمِّر”.

Emoji Feedback Form

مارأيك في المقاله؟

❤️ 0
👍🏼 0
🤯 0
😡 0
🤮 0
😂 0
😭 0
🙄 0
Skip to content