النمل ومفاجأة وراثية: اكتشاف آلية تكاثر غريبة تكشف “أب خفي” في مستعمرات ميسور إيبريكوس

النمل يذهل العلماء مرة أخرى! تخيل أن هناك عائلة يحمل أبناؤها جينات من “أب غير موجود أصلا”.

هذا بالضبط ما اكتشفه الباحثون عند دراسة نمل الحاصد الإيبيري ميسور إيبريكوس، حيث تبين أن العاملات والذكور تحمل جينات لنوع آخر هو ميسور ستروكتور رغم أن هذا النوع لا يعيش في المنطقة على الإطلاق.

الباحثون وصفوا الظاهرة بأنها واحدة من أغرب قصص التكاثر في عالم الطبيعة.

فبعد تحليل الحمض النووي لـ 390 نملة من 5 أنواع مختلفة، اكتشف الفريق أن الملكات في مستعمرات ميسور إيبريكوس قادرات على إنتاج ذكور من نوع آخر وكأنها تخزن المادة الوراثية لهذا “الأب الغائب” وتعيد استخدامها عند الحاجة، حتى بعد آلاف الكيلومترات من موطنه الأصلي.

المثير أن حوالي 10% من بيض الملكة يحتوي على المادة الوراثية لنوع ميسور ستروكتور، لكن الملكة لا تسمح لهذه الذكور بالظهور إلا في مواسم التزاوج المهمة مثل الربيع والخريف بعد الأمطار، لتضمن استمرارية المستعمرة بأفضل شكل ممكن.

الأغرب من ذلك أن العملية الجينية لا تتبع القاعدة المعتادة حيث يندمج DNA الأم والأب، بل يتم “حذف” المادة الوراثية للأم ويُبقى فقط على DNA الأب، مما يعني أن الذكور الناتجة نسخة طبق الأصل من الأب – استنساخ طبيعي بالكامل!

هذا الاكتشاف يغير فهم العلماء لكيفية التكاثر والتنوع الجيني في النمل، ويفتح الباب أمام فرضيات جديدة حول قدرة الكائنات على تخزين وتوظيف الموارد الوراثية عبر أجيال طويلة.

الباحثون يعتقدون أن مثل هذه الظواهر قد تكون شائعة أكثر مما نتخيل، خصوصا في مناطق غنية بالتنوع الحيوي مثل شمال أفريقيا والشرق الأوسط.