النباتية هي نمط غذائي يتميز بالاعتماد الأساسي على النباتات كمصدر رئيسي للغذاء، مع استبعاد المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والمنتجات الألبانية والبيض.
ومع أنها تُعتبر حركة عالمية، إلا أن هناك تفاوتاً في تبنيها وقبولها في مختلف الثقافات والمجتمعات. في الشرق الأوسط، يتأثر تبني النباتية بعدة عوامل، بما في ذلك التقاليد والعادات الغذائية والثقافية المتميزة بالمنطقة.
في الماضي، كانت التغذية في الشرق الأوسط تعتمد بشكل كبير على اللحوم ومشتقاتها، وكانت وجبات اللحم تُعتبر عادة جزءاً لا يتجزأ من الطعام اليومي.
ومع ذلك، تشهد المنطقة اليوم اهتماماً متزايداً بالنباتية نتيجة للوعي المتزايد بالصحة والبيئة، وهو ما يعكس تغيرات في العادات الغذائية.
تعتبر التقاليد والعادات في الشرق الأوسط جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للمنطقة. فالطعام له دور كبير في الاجتماعات الاجتماعية والاحتفالات والمناسبات الدينية، ويُعتبر تقديم اللحوم والأطباق اللحمية جزءاً لا يتجزأ من الضيافة الشرقية التقليدية. ومع ذلك، يتغير هذا التوجه تدريجياً مع زيادة الوعي بفوائد النباتية وتأثيراتها الإيجابية على الصحة.
تتحدث بعض الثقافات الشرقية بالإيجاب عن النباتية في الأديان، مثل بعض التوجهات الهندوسية والبوذية التي تشجع على الحياة النباتية وتحترم حقوق الحيوانات.
فإن التبني الكامل للنباتية قد يواجه تحديات في بعض المجتمعات حيث تعتبر اللحوم جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والهوية الوطنية.
من الجوانب الاجتماعية والثقافية، قد يواجه الأشخاص الذين يعتنقون النباتية في الشرق الأوسط تحديات في العثور على الخيارات الغذائية المناسبة خاصة في المطاعم التقليدية التي قد لا تقدم العديد من الخيارات النباتية.
يشهد القطاع الغذائي تطوراً سريعاً مع ظهور المطاعم النباتية والخيارات الغذائية البديلة التي تلبي احتياجات الأشخاص الذين يتبنون نمط حياة نباتي.
بشكل عام، يمكن القول إن النباتية تجربة غذائية تتأثر بالتقاليد والعادات في الشرق الأوسط، وتحمل تحديات وفرصاً عديدة في المنطقة.
تزايد الوعي بالصحة والبيئة يسهم في زيادة قبول النمط الغذائي النباتي، لكن التحول قد يكون بطيئاً في بعض الأماكن نتيجة لعمق الجذور التقليدية والثقافية المرتبطة بتناول اللحوم في الثقافة الشرقية.